كورنثوس الأولى 14: 20أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِي الشَّرِّ، وَأَمَّا فِي الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ.

منح الله العقل للإنسان لكي يفكّر ويسأل ويبحث ويخترع في كل مجالات الحياة، ومن الواضح أن الإنسان يمارس عملية الإبداع بكل همة ونشاط ولن يتوقف عن هذا أبداً، فكل يوم نجد الجديد من هذه الاختراعات التي تنتشر من حوالينا، وأعتقد أن الله يُسر لهذا، خاصةً عندما تكون في مصلحة الإنسان وتسهيل أمور حياته، ولكن الطامة الكبرى عندما يستخدم هذا الإنسان فكره للإبداع في طرق وأساليب الشر، إن كان في التطاول على الله، أو إن كان ضد أخيه الإنسان، أو حتى ضد نفسه، فالشر مخرّب ومدمّر للكل، وهذا ما يُحزن قلب الله عندما يرى هذا الإنحدار الأخلاقي لدى الإنسان، لذلك يشجعنا الوحي الإلهي المقدس بأن نكون أطفالاً أبرياء، عندما تقودنا عقولنا إلى التفكير بالشرور، فننهاها عنّا ونبعدها عن طريقنا بسهولة وتلقائية، وبنفس الوقت علينا أن نبذل الجهد لنوجّه أفكارنا إلى كل ما هو صالح وخيّر، إن كان لنا أو للآخرين من حوالينا، وما نمارسه في مجال الحياة العملية يسري أيضاً على حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله، وهكذا نحافظ على أن نبقى ناضجين وبسطاء في آنٍ معاً.

يا الله أرجوك امنحني هذا الوعي وهذه اليقظة، لكي أأسر كل فكرٍ شريرٍ يحاول أن يتسرّب إلى عقلي بطريقة ما، فأطرده من البداية، كذلك امنحني العزيمة والقوة كي أعطي لفكر قلبي الحرية والانطلاق في التفكير الإيجابي والبنّاء.