الله أبانا

الله أبانا

متى 6 : 9 فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ

تأمل وصلاة: الله أبانا

لقد شوّه البعض من الآباء بممارساتهم الشاذة عبر التاريخ الإنساني هذه الأبوة الأرضية، وحطّموا في عيون أولادهم هذه المكانة كمثالٍ يُحتذى به من خلال تصرفاتهم الأنانية، ورغم هذا لا تزال الدلالات الحقيقية والعميقة لهذه الأبوة، ماثلة أمام الجميع.
كما أن الكثير من الآباء يتحلّون بمعانيها ويعيشونها، كالمحبة المضحية، ممارسة السلطة بمسؤولية متفانية، العناية والإهتمام بكل مراحل نمو أطفالهم، التفكير والتخطيط لحياة كلّ طفلٍ على حداً، التربية والتقويم بناءً على المبادئ الأخلاقية في التعامل، إن كان مع النفس، أو مع الجميع بغض النظر، عن العمر والجنس والشكل، وغيرها الكثير مما تحتوي هذه الأبوة من القيَم والمُثُل.
وهكذا يُعلن الله عن نفسه بأنه أبٌ، ولكنه أبٌ سماويٌ، فهو المصدر والنبع لكل هذه المعاني السامية،مؤكداً لنا جميعاً بأنه هو الأب الأصيل والكامل الصفات لأنه قدوس.

الأحباء الأعزاء والغاليين على قلب الله
ربما صُدمت بهذه الأبوة الأرضية المنحرفة، أو فقدت التمتع بكل ما تحمل من المبادئ الإنسانية، أو تكوّن لديك شعورٌ دفينٌ بخيبة الأمل، أو حُرمت لسبب ما من اختبار هذه الأبوة الأرضية، فلا تيأس ولا تُحبط فلدينا رجاءٌ بأبٍ سماويٍ، قريبٌ من كلّ واحد منّا، متاحٌ للجميع في كل لحظة، حيث قد منحنا هذا الامتياز العظيم عندما علّمنا بأن نناديه (أَبَا) أي يا بابا.

نعم فالله أبانا.